وفي سمط النجوم « 3 / 472 »: « ولقبوه المعتز بالله وبايعوه وعمره تسعة عشر عاماً، وجيَّشوا على المستعين بالله جيشاً إلى أن خلع نفسه وأشهد القضاة والعدول على نفسه بذلك، وانحدروا به إلى واسط وحبسوه تسعة أشهر، ثم دسوا إليه سعيداً الحاجب فذبحه في الحبس في ثالث شوال سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وجاء برأسه إلى المعتز وهويلعب الشطرنج، فقيل له هذا رأس المخلوع، فقال: دعوه هناك حتى أفرغ من اللعب »!
ووصف المسعودي العداء المستحكم بين المعتز وبغا الصغير، فقال في مروج الذهب « 4 / 91 »: « وكان المعتز في حياة بُغا لا يلتذ بالنوم، ولا يخلع سلاحه لا في ليل ولا نهار خوفاً من بغا، وقال: لا أزال على هذه الحالة حتى أعلم لبغا رأسي أو رأسه لي! وكان يقول: إني لأخاف أن ينزل عليَّ بُغا من السماء أويخرج عليَّ من الأرض وقد كان بغا عزم على أن ينحدر سراً فيصل الى سامرا في الليل، ويصرف الأتراك عن المعتز، ويفيض فيهم الأموال ».
وقد وصف الطبري في عدة روايات « 7 / 434 » الحرب العبثية بين المعتز، والمستعين!
قتل المعتز ونصب المهتدي « محمد بن الواثق »
في مروج الذهب « 4 / 92 »: « ولما رأى الأتراك إقدام المعتز على قتل رؤسائهم، وإعماله الحيلة في فنائهم، وأنه قد اصطنع المغاربة والفراغنة دونهم، صاروا إليه بأجمعهم، وذلك لأربع بقين من رجب سنة خمس وخمسين ومائتين، وجعلوا يقرعونه بذنوبه، ويوبخونه على أفعاله وطالبوه بالأموال، وكان المدبر لذلك صالح بن وصيف مع قواد الأتراك، فلجَّ وأنكرَ أن يكون قِبَلَهُ شئ من المال،