25%

الجواب عن السؤال الأول:

أمّا الحجّة على صحّة خبر الغدير، فما يطالب بها إلا متعنّت، لظهوره وانتشاره، وحصول العلم لكلّ من سمع الأخبار به، ولا فرق بين مَن قال: ما الحجّة على صحّة خبر الغدير؟، وهذه حاله، وبين من قال: من الحجّة على أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حجّ حجّة الوداع؟ لأنّ ظهور الجميع وعموم العلم به بمنزلة واحدة.

وبعد:

فقد اختصّ هذا الخبر بما لم يشركه فيه سائر الأخبار، فمن ذلك أن الشيعة نقلته وتواترت به، وقد نقله أيضاً أصحاب السير نقل المتواترين به، يحمله خلف منهم عن سلف، وضمنه جميعهم الكتب بغير إسناد معيّن، كما فعلوا في إيراد الوقايع الظاهرة والحوادث الكائنة، التي لا يحتاج في العلم بها إلى سماع الأسانيد المتّصلة.

ألا ترى إلى وقعة بدر وحنين وحرب الجمل وصفّين، كيف لا يفتقر في العلم بصحّة شيء من ذلك إلى سماع إسناد ولا اعتبار أسماء الرجال، لظهوره المغني، وانتشاره الكافي، ونقل الناس له قرنا بعد قرن بغير إسناد معيّن، حتى عَمّت المعرفة به، واشترك الكلّ في ذكره.

وقد جرى خبر يوم الغدير هذا المجرى، واختلط في الذكر والنقل بما وصفنا، فلا حجّة في صحّته أوضح من هذا.

ومن ذلك أنّه قد ورد أيضاً بالأسانيد المتّصلة، ورواه أصحاب الحديثين (3) من الخاصة والعامة من طرق في الروايات كثيرة، فقد اجتمع فيه الحالان، وحصل له البيان (4) .

ومن ذلك أن كافة العلماء قد تلقوه بالقبول، وتناولوه بالتسليم، فمن شيعيٍّ

__________________

(3) كذا في نسخنا، والاولى: الحديث.

(4) في نسخة « ه‍ » السببان.