5%

الملا حسين جاويش

المتوفى 1237

ما للديار تنكرت أعلامها

وعفت مرابعها وأمحل عامها

صاح الغراب بشمل ساكنها ضحى

فلذا تبدد شملها ولمامها

سرعان ما ألقى بكلكله الردى

عمداً عليها فانقضت أيامها

عصفت أعاصير الرياح بربعها

فعفا وصوح شيحها وخزامها

ظعنوا برغم المكرمات عشية

والنفس إثر الركب زاد هيامها

كم لي وقد زموا الركائب خلفهم

عبرات وجد لا تجف سجامها

فذكرت مذ بانوا ركائب فتية

ضربت على شاطى الفرات خيامها

زحفت عليها للطغات كتائب

أموية ملأ الفضا إرزامها

فتكت بها أرجاس حرب فانثنى

بيد الذئاب فريسة ضرغامها

قتلت على ظمأ وكوثر جدها

منه الأنام غداً يبل أوامها

لله أدمية بشهر محرم

لرضى ابن هند يستحل حرامها

فرؤوسها من فوق خرصان القنا

وعلى الصعيد رمية أجسامها

من مبلغن سراة هاشم إنه

قد جذ غاربها وجب سنامها

وأفاه منهم سهم بغي صائب

إن المنايا لا تطيش سهامها

فهوى الجواد عن الجواد كأنما

من قنة العلياء خر دعامها

كالطود يعلوه الرغام ولم أخل

يعلو على الشم الرعان رغامها

يا ذروة الشرف انهضوا فسراتكم

ذبحت بسيف الظالمين كرامها