الشيخ محمد رضا الخزاعي
المتوفى 1331
يا منزل الأحباب والمعهدا | حيّاك وكافّ الحيا مرعدا | |
وانهلّ منك الروض عن ناظر | إن ظلّ يبكي يُضحك المعهدا | |
وافترّ ثغر الروض واسترجعت | فيك ليالي الملتقى عوّدا | |
أنى وسلمى قرّبت للنوى | عيساً وللتوديع مدّت يدا | |
ما بالها لا رُوّعت روعت | قلبي لدى المسرى برجع الحدا | |
بانت فما ألفيت في عهدها | إلا فتيت المسك والمرودا | |
هلا رعت عهد الصبا وارعوت | كيلا تجوب البيد والفد فدا | |
صدّت وظني أنها أنكرت | منى بياض الشيب لما بدا | |
لم تدر أن الشيب في مفرقي | قد بان مذ بانت بنو أحمدا | |
بانوا ولي قلب أقام الجوى | فيه وجنبي جانب المرقدا | |
كم أعقبوا لي يوم ترحالهم | وجداً بأكناف الحشا موقدا | |
إن لم أمت حزناً فلي مدمع | يحي الثرى لو لم أكن مكمدا | |
يهمي رباباً في ربا زينب | يروي شعاب الطف أو يجمدا | |
كم صبية حامت بها لا ترى | إلا مقاماة الظما موردا | |
يا قلب هلا ذبت في لوعة | قد كابدوها تقرح الأكبدا | |
فاجزع لما لاقت بنو أحمد | بالطف إن الصبر لن يحمدا |