الشيخ علي الجاسم
المتوفى 1332
إن جزتَ نعمان الاراك فيمم | حيي به الحيّ النزيل وسلّم | |
فالروض في مغناه يضحك نوره | ببكاء غادية السحاب المرزم | |
قد رصعته بقطرها فكأنما | نثرت عليه لآلئاً لم تنظم | |
واسأل بجرعاء اللوى عن جيرة | رحلوا ولم يروا ذمام متيم | |
بانوا فأبقوا لوعة من بينهم | قد أرقصت قلب المشوق المغرم | |
وارحمتاه لتائق كتم الهوى | فأذاعه رجاف دمع مسجم | |
تتصاعد الزفرات من أنفاسه | عن حرّ نار في الفؤاد مكتّم | |
نضح الحشى من ناضريه أدمعا | يوم النوى لكنما هي من دم | |
يا بعد دارهم على ابن صبابة | قد زودته أمضّ داء مسقم | |
فكأنهم مذ شطّ عنه مزارهم | تركوا حشاه بين نابي أرقم | |
لم ينسه عهد الديار وأهلها | إلا مصاب بني النبي الأكرم | |
بالطف كم معها أريق دم وكم | منها استحلّ محرّم بمحرم | |
يوم أتت حرب لحرب بني الهدى | في فيلق جمّ العديد عرمرم | |
فاستقبلته فتية من هاشم | من كل ليث للقراع مصمم | |
منه يراع الموت بابن حفيظة | حامي الحقيقة باللواء معمم | |
قوم إذا سلّوا السيوف مواضياً | صقلوا شباها بالقضاء المبرم |