الشيخ عباس الأعسَم
المتوفى 1313
ألا أن خطبا هائلا جلّ وقعه | له تنثنى الأيام وهي غياهب | |
بافلاذ قلب المصطفى قد تنشبَت | مخالبه والمدميات المخالب | |
وقارع سبط المصطفى في صروفه | وأقراع خطيّ الخطوب غوالب | |
عشية جاءته يغصّ بها الفضا | عصائب شرك تقتفيها عصائب | |
فشمّر للحرب الزبون طليقة | نواجذه كالليث والليث غاضب | |
تحوط به فتيان صدق تشوقهم | حسان المعالي لا الحسان الكواعب | |
تعوم بهم في موج مشتجر القنا | عراب من الخيل العتاق سلاهب | |
إذا رفعت للنقع ظلمة غيهب | فأسيافهم في جانبيها الكواكب | |
تتابع في الضرب الطعان فلا ترى | سوى طاعن يقفوه في الطعن ضارب | |
تهاووا على الرمضاء صرعى تلفّهم | عن العين من نسج السوافي جلابب | |
إلى أن قضوا حقّ المعالي وشيدت | لهم في ذرى سامي الثناء مضارب | |
فقام باعباء الحروب مشمراً | أخو همة تنحط عنها الثواقب | |
يخوض غمار الموت وهي زواخرٌ | وتلك التي عن وردها الليث ناكب | |
بعزم يذيب الصم وهي صياخد | وما كل عزم واري الزند ثاقب | |
ولولا قضاء الله لم يبق واحدٌ | على الأرض ممن قارعوه وحاربوا | |
ولكنما أيدي المقادير سددت | إلى قلبه سهم الردى وهو صائب |