5%

الشيخ عباس الأعسَم

المتوفى 1313

ألا أن خطبا هائلا جلّ وقعه

له تنثنى الأيام وهي غياهب

بافلاذ قلب المصطفى قد تنشبَت

مخالبه والمدميات المخالب

وقارع سبط المصطفى في صروفه

وأقراع خطيّ الخطوب غوالب

عشية جاءته يغصّ بها الفضا

عصائب شرك تقتفيها عصائب

فشمّر للحرب الزبون طليقة

نواجذه كالليث والليث غاضب

تحوط به فتيان صدق تشوقهم

حسان المعالي لا الحسان الكواعب

تعوم بهم في موج مشتجر القنا

عراب من الخيل العتاق سلاهب

إذا رفعت للنقع ظلمة غيهب

فأسيافهم في جانبيها الكواكب

تتابع في الضرب الطعان فلا ترى

سوى طاعن يقفوه في الطعن ضارب

تهاووا على الرمضاء صرعى تلفّهم

عن العين من نسج السوافي جلابب

إلى أن قضوا حقّ المعالي وشيدت

لهم في ذرى سامي الثناء مضارب

فقام باعباء الحروب مشمراً

أخو همة تنحط عنها الثواقب

يخوض غمار الموت وهي زواخرٌ

وتلك التي عن وردها الليث ناكب

بعزم يذيب الصم وهي صياخد

وما كل عزم واري الزند ثاقب

ولولا قضاء الله لم يبق واحدٌ

على الأرض ممن قارعوه وحاربوا

ولكنما أيدي المقادير سددت

إلى قلبه سهم الردى وهو صائب