15%

السيد هاشم كمال الدين

المتوفى 1341

المرء يحسب أنه مأمون

والموت حق والفناء يقين

لا تأمن الدنيا فإن غرورها

خدع الأوائل والزمان خؤن

ما مرّ آن من زمانك لحظة

إلا وعمرك بالفنا مرهون

وإذا غمرت بنعمة وبلذة

لا تنسينك حوادثا ستكون

وإذا بكيت على فراق أحبة

فلتبك نفسك أيها المسكين

لا بدّ من يوم تفارق معشراً

كنت الوجيه لديهم وتهون

والناس منهم شامت لم يكترث

فيما دهاك ومنهم محزون

وترى من الهول الذي لاقلّه

تذرى الدموع محاجر وعيون

فكأنه اليوم الذي في كربلا

يوم به طاها النبي حزين

يوم به السبع الطباق لعظمه

قد دكها بعد الحراك سكون

وتجلببت شمس الضحى بملابس

سوداً تجلبب مثلهن الدين

يوم به فرد الزمان قد اغتدى

فرداً وليس له هناك معين

ما بين أعداء عليه تجمعت

منها الجوانح ملؤهن ضغون

طمع العدو بأن يسالم مذعنا

فأبى الوفاء وسيفه المسنون

وسطا يفرق جمعهم بمهند

فيه الرؤوس عن الجسوم تبين