بيّن الإمام علي بن موسى الرضاعليهالسلام للأمة الإسلامية وعلى الخصوص لأتباع أهل البيت دروساً اخلاقية مستلهمة من القرآن الكريم.
فبيّنعليهالسلام في بعض لقاءاته مع بعض المنتسبين لآل البيت بأنه لا يكفي الإنتساب بدون العمل لله تبارك وتعالى فعليهم باصلاح النفس قبل فوت الوقت.
روى الصدوق في العيون بسنده عن ياسر انه خرج زيد موسى أخو أبي الحسنعليهالسلام بالمدينة وأحرق وقتل وكان يُسمّى زيد النار ، فبعث اليه المأمون فأسر وحُمِل إلى المأمون.
فقال المأمون إذهبوا به إلى أبي الحسن. قال ياسر : فلمّا ادخل إليه قال له أبوالحسن : يازيد أغرّك قول سفلة أهل الكوفة : إن الفاطمة عليها السلام أحصنت فرجها فحرّم الله ذريّتها على النار ، ذلك للحسن والحسين خاصة. إن كنت ترى إنك تعصي الله عزوجل وتدخل الجنة وموسى بن جعفرعليهالسلام أطاع الله ودخل الجنة فأنت إذاً اكرم على الله عزوجل من موسى بن جعفرعليهالسلام ، والله ماينال أحد ما عند الله عزوجل إلاّ بطاعته ، وزعمت أنك تناله بمعصيته ، فبئس ما زعمت.
فقال له زيد : أنا اخوك وابن أبيك.
فقال له أبوالحسنعليهالسلام : أنت أخي ما أطلعت الله عزوجل ، إن نوحاً عليه السلام قال : ربّ إنّ ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين. فقال الله عزوجل : يا نوح إنه ليس من اهلك إنه عمل غيرصالح فأخرجه الله عزوجل من أن يكون من أهله بمعصيته.13
وروى في العيون أيضاً بسنده عن ابراهيم بن محمد الهمداني ، قال : سمعت الرضاعليهالسلام يقول : من أحبّ عاصياً فهو عاص ومن أحبّ مطيعاً
__________________
13 ـ عيون اخبار الرضا ج 2 ص 234.