11%

يحضروها فلما جيء بها إليه وضعها فى كفه وقال :

« ما ظن محمد بربه لو لقى الله وعنده هذه »(1)

ثم تصدق بها على فقراء المسلمين ، ولم يبق منها عنده شيء.

الرزية الكبرى

واستشف الرسول6 من وراء الغيب أن امته من بعده سوف تنصب عليها الفتن كقطع الليل المظلم وتتوالى عليها الخطوب السود فترتد على اعقابها بعد الايمان ـ كما اخبر6 ـ فكبر ذلك وعظم عليه ، وزاد في حزنه وأساه وهو في ساعاته الأخيرة اطلاعه على المؤامرة الكبرى التي دبرت ضد وصيه وخليفته وباب مدينة علمه وذلك بتخلف القوم وتثاقلهم عن الالتحاق بسرية أسامة فرأى6 أن يسلك طريقا آخر يصون امته من الضلال ويحميها من الفتن والاخطاء فقال6 :

« ائتوني بالكتف والدواة ، اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا(2)

ما اعظمها من نعمة ، واغلاها من فرصة لو استغلوها وسارعوا الى تنفيذها وتحقيقها لوقوا انفسهم ووقوا الاجيال اللاحقة من الزيغ والانحراف ولكنهم حرموا أنفسهم السعادة ، وسدوا نوافذ الرحمة والهداية عليهم وعلى من يليهم من الاجيال ، فقد خدعتهم الدنيا وتهالكوا على الامرة وعلموا قصد الرسول6 وعرفوا غايته انه سيوصي بامير المؤمنين ويعزز بيعة يوم الغدير فتفوت بذلك أهدافهم وتضيع مصالحهم فانبرى إليه أحدهم بكل وقاحة

__________________

(1) مسند احمد 1 / 355 وغيره.

(2) الرواية اخرجها الطبراني فى الاوسط ، والبخاري ومسلم.