وقام عتبة بن أبي لهب وهو يذرف الدموع وينشد :
ما كنت أحسب أن الامر منصرف | عن هاشم ثم منهم عن أبي حسن | |
عن أول الناس إيمانا وسابقة | واعلم الناس بالقرآن والسنن | |
وآخر الناس عهدا بالنبي ومن | جبريل عون له في الغسل والكفن | |
من فيه ما فيهم لا يمترون به | وليس في القوم ما فيه من الحسن(1) |
الى غير ذلك من الاحتجاجات الصارمة التي اقامها كبار المسلمين وثقاتهم على احقية الامام7 بالأمر ، ولكن القوم اعاروا ذلك أذنا صماء واصروا على صرف الخلافة عن أهل البيت: .
وتخلف امير المؤمنين7 عن بيعة أبي بكر ، واحتج عليه بأنه اولى بالخلافة منه ، واعلن سخطه البالغ على القوم ، وقد انضم إليه اعلام الاسلام ، ووجوه المسلمين كعمار بن ياسر ، وأبي ذر ، والزبير ، وخالد بن سعيد ، وغيرهم ، فكانوا يعقدون الاجتماع في داره ، ويتداولون فيها الاحاديث ، وثقل على أبي بكر ذلك ، وعظم عليه ، فاقتضت سياسته أن يكبس دار الامام ، ويقابله بالشدة والصرامة ، ويتخذ معه جميع الإجراءات الحاسمة ، فاصدر أوامره الى عمر بكبس داره ، وحمله على البيعة قسرا ، فراح عمر يشتد ومعه الشرطة والجنود ، وقد رأى ان خير وسيلة لحمل الامام على الطاعة ان يحرق داره ، ويشعل فيها النار ، فحمل مشعلا من النار ، وحمل القوم حزمة الحطب وانطلقوا مسرعين يعلوهم الغضب ليحرقوا البيت الذي اذن الله أن يرفع ، ويذكر فيه اسمه!! البيت الذي
__________________
(1) تأريخ ابى الفداء 1 / 156