3%

عفوه عن عبيد الله

واستقبل عثمان خلافته بالعفو عن عبيد الله بن عمر الذي ثار لمقتل أبيه فقتل بغير حق الهرمزان ، وجفينة ، وبنت أبي لؤلؤة ، وأراد قتل كل سبي بالمدينة فانتهى إليه سعد بن أبي وقاص فساوره وقابله بناعم القول حتى أخذ منه السيف ، وأودع في السجن حتى ينظر عثمان في امره ، ولما تمت البيعة لعثمان اعتلى أعواد المنبر ، وعرض على المسلمين قصة عبيد الله فقال :

« وقد كان من قضاء الله ان عبيد الله بن عمر أصاب الهرمزان ، وكان الهرمزان من المسلمين ، ولا وارث له إلا المسلمون عامة ، وأنا إمامكم وقد عفوت أفتعفون؟ »

فانبرى جمع من الناس فاعلنوا الرضا ، والاقرار للعفو سوى الامام أمير المؤمنين7 فقد انكر على عثمان ولم يرض بقضائه وقال له :

« أقد الفاسق فانه أتى عظيما ، قتل مسلما بلا ذنب »

وصاح الامام بعبيد الله « يا فاسق لئن ظفرت بك لأقتلنك بالهرمزان. »(1)

واندفع المقداد بن عمر فرد على عثمان قائلا :

« إن الهرمزان مولى لله ولرسوله ، وليس لك أن تهب ما كان لله ولرسوله »(2)

ولم يرض ثقات المسلمين وصلحاؤهم بهذا العفو واعتبروه تعديا على الاسلام وخرقا لحدوده فكان زياد بن لبيد إذا لقى عبيد الله يقول له :

ألا يا عبيد الله مالك مهرب

ولا ملجأ من ابن أروى ولا خفر

__________________

(1) الانساب للبلاذري 5 / 24

(2) تأريخ اليعقوبي 2 / 141