11%

الصلح ، وتسلم الامويين لقيادة الحكم في البلاد فامعنوا في قتل الاخيار ومطاردة المصلحين واشاعة الظلم والجور في الأرض ، وعلينا أن نتبين فصول هذه المأساة ـ بايجاز ـ وننظر الى متاركها الفظيعة وهي :

تمرد معاوية :

واعلن معاوية التمرد على حكومة الامام ، ورفض البيعة والدخول فيما دخل فيه المسلمون اما بواعث عصيانه فهي ما يلي :

1 ـ لقد علم معاوية أن الامام لا يقره في منصبه ، ولا بد أن يجرده من جميع امواله التي اختلسها من بيت مال المسلمين ، ولو كان يحتمل أنه يبقيه على حاله ويقره على بذخه واسرافه لما اعلن العصيان والخروج عليه إن الامام لا يداهن في دينه ، ولا يطلب النصر بالجور ، ولا يقر الظلم ، وهو حتف الظالمين والمعتدين فكيف يبقى معاوية في جهاز الحكم ، وهو يعلم أنه لا واقعية له ولا حريجة له في الدين ، وقد اصدر في اليوم الأول من خلافته عزله عن مقره ، وقد كتب إليه معاوية يسأله أن يبقيه على حاله أو يجعله واليا على مصر فامتنع من اجابته ، وقد لام عقبة بن أبي معيط معاوية على ذلك وكتب له رسالة جاء فيها.

معاوية إن الشام شامك فاعتصم

بشامك لا تدخل عليك الأفاعيا

فان عليا ناظر ما تجيبه

فأهد له حربا تشيب النواصيا

وحام عليها بالصوارم والقنا

ولاتك مخشوش الذراعين واصيا

والا فسلم ان فى الأمن راحة

لمن لا يريد الحرب فاختر معاويا

وان كتابا يا ابن حرب كتبته

على طمع جان عليك الدواهيا

سألت عليا فيه ما لا تناله

ولو نلته لم تبق إلا لياليا