3%

بمعسكر معاوية ليحارب امير المؤمنين الذي هو نفس رسول الله ومن هو منه بمنزلة هارون من موسى.

قدومه الى الشام :

وارتحل ابن العاص ومعه ابناه الى دمشق فلما بلغها جعل يبكي كما تبكي المرأة وهو يقول :

« وا عثماناه انعى الحياء والدين!! »(1)

لقد اصطنع البكاء ليغري السذج ويظهر الاخلاص والطاعة لمعاوية ولما التقى به تذاكر معه معاوية في الوسائل والطرق التي يسلكها في حربه مع الامام ، فقال له ابن العاص :

« أما علي فو الله لا تساوي العرب بينك وبينه في شيء من الاشياء وإن له في الحرب لحظا ما هو لأحد من قريش الا أن تظلمه »

وانطلق معاوية يبين له الدوافع في حربه وعصيانه قائلا :

« صدقت. ولكنا نقاتله على ما في أيدينا ، ونلزمه قتلة عثمان!! »

إنه إنما يقاتل الامام من أجل السلطة والامرة والثراء العريض الذي اختلسه من بيت المال ، واندفع ابن العاص يبين له وهن المطالبة بدم عثمان قائلا :

ـ وا سوأتاه إن احق الناس أن لا يذكر عثمان!!

ـ ولم ويحك؟!!

ـ أما أنت فخذلته ومعك أهل الشام حتى استغاث بيزيد بن اسد

__________________

(1) تأريخ ابن الأثير 3 / 129