3%

البجلي فسار إليه ، وأما أنا فتركته عيانا وهربت الى فلسطين!!(1)

فلم يلتفت معاوية الى قوله لأنه لم يجد وسيلة يتمسك بها في عصيانه سوى المطالبة بدم عثمان.

المساومة الرخيصة :

وكان ابن العاص يحن الى مصر حنينا متصلا وقد باع دينه وضميره على معاويه من اجلها فقد قال له معاوية :

ـ أتحبني يا عمرو؟

ـ لما ذا؟ للآخرة فو الله ما معك آخرة ، أم للدنيا. فو الله لا كان حتى أكون شريك فيها!!

ـ أنت شريكي فيها

ـ فاكتب لي مصر وكورها

ـ لك ما تريد

فكتب له ولاية مصر وكتب في آخر الوثيقة وعلى عمرو السمع والطاعة فقال له عمرو :

ـ إن السمع والطاعة لا ينقصان من الشرط شيئا.

ـ نعم ، ولا ينظر الناس الى هذا.

ونفذ له ما أراد(2) وبذلك فقد باع دينه على معاوية ، وسمع وهو يقول :

معاوي لا اعطيك ديني ولم أنل

به منك دنيا فانظرن كيف تصنع

__________________

(1) تأريخ اليعقوبي 2 / 162

(2) العقد الفريد 3 / 113