3%

وجاهدهما وبغى على المسلمين وظاهر المشركين ، فلما أراد الله أن يظهر دينه ، وينصر رسوله أتى النبي فأسلم وهو والله فيما يرى راهب غير راغب وقبض الله رسوله وإنا والله لنعرفه بعداوة المسلم ومودة المجرم ، الا وانه معاوية فالعنوه لعنه الله ، وقاتلوه فانه ممن يطفئ نور الله ويظاهر اعداء الله »

إن معاوية قبل أن يسلم قد عادى الله ورسوله ، وبغى على المسلمين وما اسلم الا خوفا من حد السيوف التي أخذت اسرته ، وقد اضمر الشرك والنفاق والبغي على الاسلام والمسلمين فلما وجد أعوانا نهض بهم لمحاربة أخي رسول الله وباب مدينة علمه.

الحسن مع عبيد الله

وحاول معاوية أن يلعب دورا مع الامام الحسن فبعث إليه عبيد الله ابن عمر(1) يمنيه بالخلافة ويخدعه حتى يترك أباه فانطلق عبيد الله فقال له :

ـ لي إليك حاجة

ـ نعم ما تريد؟

ـ إن أباك قد وتر قريشا أولا وآخرا ، وقد شنئوه فهل لك ان تخلعه ونوليك هذا الامر؟ نعم ان الامام قد وترهم ولكن فى سبيل الاسلام فقد حاولوا لف لوائه ، فناجزهم الامام فقتل جبابرتهم ، وأباد طغاتهم

__________________

(1) عبيد الله بن عمر بن الخطاب ولد على عهد رسول الله ولم يرو عنه شيئا ، وهو الذي قتل الهرمزان وجفينة وقد توعده الامام باقامة الحد عليه ان ظفر به ، التحق بمعاوية فى صفين ، وخرج في بعض ايامها وعليه جبة خز وسواك وهو يقول : « سيعلم علي غدا اذا التقينا » فقال الامام دعوه فانما دمه دم بعوضة ، وقد قتل بصفين ، الاستيعاب 2 / 431