نجران وأهله حتى الطير على الشجر ، وما حال الحول على النصارى كلهم »(1)
ودلت قصة المباهلة على عظيم منزلة أهل البيت ، وسمو مكانتهم ، وانهم افضل خلق الله وأحبهم إلى رسول الله (ص) ، ولا يداني فضلهم أحد من سائر العالمين.
ونزلت في أهل البيت (ع) سورة مباركة من سور القرآن الكريم وهي سورة « هل أتى » فقد روى جمهور المفسرين والمحدثين أنها نزلت فيهم(2) والسبب في نزولها ان الحسن والحسين (ع) مرضا فعادهما جدهما رسول الله (ص) مع بعض الصحابة ، فقالوا للامام : لو نذرت لله إن عافى ولديك ، فنذر (ع) صوم ثلاثة أيام شكرا لله إن برئا ، وتابعته الصديقة3 وجاريتها فضة في هذا النذر ، ولما ابل الحسنان من المرض صاموا جميعا ، ولم يكن عند أمير المؤمنين (ع) في ذلك الوقت شيء من الطعام ليجعله افطارا لهم فاستقرض ثلاثة أصواع من الشعير ، فعمدت الصديقة (ع) في اليوم الاول إلى صاع فطحنته وخبزته فلما آن وقت الإفطار ، وإذا بمسكين يستمنحهم من القوت شيئا ، فتبرع الامام في افطاره ، وتابعه الجميع في صنعه ، وناولوا طعامهم إلى المسكين وقضوا ليلتهم ، ولم يذوقوا من الطعام شيئا ، واصبحوا وهم صائمون ،
__________________
(1) نور الابصار : ص 100.
(2) تفسير الفخر 8 / 392 ، روح البيان 6 / 546 ، النيسابوري في تفسير سورة هل اتى ، اسباب النزول للواحدي : ص 331 ، الدر المنثور في تفسير سورة هل اتى ، ينابيع المودة 1 / 93 ، الرياض النضرة 2 / 227.