8%

وأصدر معاوية الحكم في المسألة ، فقال : يا حرسي ، خُذ هذا الحَجرَ فادفعه إلى نصر بن حجّاج ، فقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : «الولد للفراش وللعاهر الحَجَر».

وانبرى نصر فقال : أفلا أجريت هذا الحكم في زياد؟! فقال معاوية : ذلك حكم معاوية ، وهذا حكم رسول الله(1) .

إنكارُ الإمام الحُسين (عليه السّلام) :

وأنكر الإمام الحُسين (عليه السّلام) على معاوية هذا الاستلحاق الذي خالف به قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فكتب إليه مذكّرة تضمّنت الأحداث الجسام التي اقترفها معاوية ، وقد جاء فيها : «أوَلستَ المدّعي زياد بن سُميّة المولود على فراش عبيد ثقيف ، فزعمت أنّه ابن أبيك وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : الولد للفراش وللعاهر الحجر. فتركت سُنّة رسول الله تعمّداً ، واتّبعت هواك بغير هدىً مِن الله؟!».

لقد أثار استلحاق معاوية لزياد موجةً مِن الغضب والاستياء عند الأخيار والمتحرّجين في دينهم ، وقد بسطنا الكلام في ذلك في كتابنا (حياة الإمام الحسن (عليه السّلام».

الحقدُ على النّبي (صلّى الله عليه وآله) :

وحقدَ معاوية على النّبي (صلّى الله عليه وآله) ، فقد مكث في أيّام خلافته أربعين

__________________

(1) تاريخ الطبري 10 / 480 ، العقد الفريد 6 / 133.