8%

بشعر يزيد بن المفرغ :

لا ذُعرتُ السَّوام في فلق الصبحِ

مغيراً ولا دُعيت يزيدا

يوم اُعطي مِن المهانةِ ضيماً

والمنايا ترصدنني أنْ أحيدا(1)

لقد كان على ثقة أنّ المنايا ترصده مادام مصمّماً على عزمه الجبّار في أنْ يعيش عزيزاً لا يُضام ، ولا يُذلّ ولا يخضع لحكم يزيد.

ويقول بعض الرواة : إنّه كان في مسيرته ينشد هذه الأبيات :

إذا المرءُ لمْ يحمِ بنيهِ وعرسَهُ

ونسوتَهُ كان اللئيمَ المسببا

وفي دون ما يبغي يزيد بنا غداً

نخوضُ حياضَ الموتِ شرقاً ومَغرِبا

ونضربُ ضرباً كالحريقِ مقدماً

إذا ما رآه ضيغمٌ راح هاربا

ودلّ هذا الشعر على مدى عزمه على أنْ يخوضَ حياض الموت ؛ سواء أكانت في المشرق أم في المغرب ولا يبايع يزيد بن معاوية.

مع عبد الله بن مطيع :

واستقبله في أثناء الطريق عبد الله بن مطيع العدوي ، فقال له : أين تريد أبا عبد الله؟ جعلني الله فداك.

ـ «أمّا في وقتي هذا اُريد مكّة ، فإذا صرت إليها استخرت الله في أمري بعد ذلك».

ـ خار الله لك يابن بنت رسول الله فيما قد عزمت عليه ، إنّي أشير عليك بمشورة فاقبلها منّي.

ـ «ما هي؟».

__________________

(1) تاريخ الطبري.