4%

لئن فعلتموها لا رفع الله السيف عنكم أبداً ولا زال سيفكم فيكم.

جوابه للإمام (عليه السّلام) :

ورفع يزيد بن مسعود رسالة للإمام دلّت على شرفه ونبله واستجابته لدعوته ، وهذا نصها : أمّا بعد ، فقد وصل إليّ كتابك وفهمت ما ندبتني إليه ، ودعوتني له مِن الأخذ بحظّي مِنْ طاعتك والفوز بنصيبي مِنْ نصرتك ، وإنّ الله لمْ يُخلِ الأرض قطّ مِنْ عامل بخير ودليل على سبيل نجاة ، وأنتم حجّة الله على خلقه ووديعته في أرضه. تفرعتم مِنْ زيتونة أحمدية ، هو أصلها وأنتم فرعها ، فاقدم سعدت بأسعد طائر فقد ذلّت لك أعناق بني تميم ، وتركتهم أشدّ تتابعاً في طاعتك مِن الإبل الظماء لورود الماء يوم خمسها(1) ، وقد ذلّت لك رقاب بني سعد وغسلت درن قلوبها بماء سحابة مزن حين استهلّ برقها فلمع.

وحفلت هذه الرسالة بسموّ أدبه وكريم طباعه وتقديره البالغ للإمام.

ويقول بعض المؤرّخين : إنّها انتهت إلى الإمام في اليوم العاشر مِن المحرّم بعد مقتل أصحابه وأهل بيته ، وهو وحيد فريد ، قد أحاطت به القوى الغادرة ، فلمّا قرأ الرسالة طفق يقول : «ما لك! آمنك الله مِن الخوف ، وأرواك يوم العطش الأكبر».

ولمّا تجهّز ابن مسعود لنصرة الإمام بلغه قتله فجزع لذلك وذابت

__________________

(1) خمسها : بالكسر الإبل الضماء التي ترعى ثلاثة أيام وترد الرابع.