50%

نوفق للعثور عليه في الكتب والمجاميع لضاق بنا هذا المختصر على أن الباحث مهما يراجع كتاب الأطعمة والأشربة من فقه أهل البيت ، ويمعن النظر فيه وفيما حوى من الآداب الجمة الواردة في الاكل والشرب ، قبلهما وبعدهما وفي أثنائهما ، وما جاء من البحث في وقتهما ، وبيان أقسام المأكولات والمشروبات ومضارهما ومنافعها والتفصيل الوارد في اللحوم والحبوب والفواكه والالبان والأدهان وغيرها فانه يجد هناك علماً جماً وأبحاثاً ضافية قيمة في الطب والوقاية وحفظ الصحة مما يجعلك ويجعل الباحث مذعنا خاضعا بأن الإمام الصادق «ع» في مقدم المتخصصين بعلم الأبدان قبل علم الشرايع والاديان ويخبت(1) إلى أنه صلوات الله عليه هو الحافل بعبئه الثقيل وعنده بجدته وهو ابن بجدته(2) وبيده عقدته وهو ابن عذره(3) وهو العالم الوحيد بحقائقه ودقائقه وعنده فذاذاته وجذاذاته(4) فكما هو المصدر والمورد في العلوم الدينية كذلك تنتهي إليه تلكم الدروس العالية في علم الأبدان.

[[ من كلماته الخالدة في الطب ]]

إن للامام أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام من الكلمات الطبية الخالدة والآراء القيمة الحكيمة مالونظر بها وعمل عليها لصلحت أن تكون أسساً ثابتة عامة تقوم عليها دعائم الطب وأركان حفظ الصحة في كل عصر ومصر ولكل جيل من الأجيال ، فلعمري أنها الكلم القصار التي قصرت عن فهم كنه مراميها نطس الاطباء وفحول العلماء اللهم إلا بعد مرور العصور وتعاقب الاحوال

__________________

(1) يطمئن ويخضع.

(2) يقال للعالم بالأمر والبجدة باطن الامر وحقيقته.

(3) يقال لمن بيده الحل والعقد ، والعالم بكل جزيئات المسألة.

(4) الفذاذات القطع الصغار تتساقط من الذهب ، والجذاذات قطع الفضة ويراد منه الاحاطة بكل جزيئات الامر ودقائقه.