لعلاج المنصور ثم بقي بعده طبيباً للخليفة باشارة من أستاذه كما مر ، ولكن هذا بدأ يبسط يده بالأذية خاصة بالأساقفة والبطارقة ويطالبهم بأخذ الرشى والأموال ، وكانت فيه شرارة طبع.
ولما خرج المنصور في بعض سفراته ، ووصل إلى نصيبين كتب عيسى هذا إلى مطران نصيبين يهدده ويتوعده إن منع عنه ما إلتمسه منه ، وكان قد إلتمس منه أن ينفذ إليه من آلات البيعة أشياء جليلة ثمينة ، وكتب في كتابه ـ أليس تعلم أن أمر الملك بيدي إن أردت أمرضته وإن أردت شفيته ، فلما وقف المطران على الكتابة إحتال في التوصل إلى الربيع وزير المنصور ، وشرح له الحال وأقرأه الكتاب ، فأوصله الربيع ألى الخليفة وأوقفه على حقيقة الأمر فأمر المنصور بأخذ جميع ما يملك عيسى وتأديبه ، ثم نفيه أقبح نفي ، وكان هذا هو ثمرة الشر وعاقبة صاحبه.
[[ 3 ـ ابن البطريق (1) ]]
وسماه البعض البطريق تخفيفاً. هذا الطبيب كان في أيام المنصور ، وقد أمره المنصور بنقل أشياء كثيرة من الكتب القديمة فنقلها له ، وكان نقله جيداً إلا أن نقله كان دون نقل الطبيب حنين الذي جاء بعده ، والذي كان نقله بعد هذا هو المعول عليه لدى الأطباء والحكماء. وستجد ترجمته في كتابنا ـ معجم أدباء الأطباء ـ.
[[ 4 ـ فرات بن شحناثا (2) ]]
طبيب يهودي فاضل كامل في وقته متقدم العهد من تلاميذ الطبيب الشهير ( تياذق ) طبيب الحجاج بن يوسف الثقفي ، وقد كان أستاذه يرفعه على ساير تلاميذه خدم في حداثته الحجاج أيضاً ، ولما كبر وشاخ صحب الأمير ـ عيسى ابن موسى العباسي ـ ولي العهد أيام المنصور ـ وكان عيسى هذا يشاوره في كل
__________________
(1) القفطي 169.
(2) عيون الأنباء ص 162.