ثم يقول : إن محمّدا ـ مع امتداحه قدم علي في الاسلام ارضاء لابنته ـ كان قليل الالتفات إليه وكان صهر النبيّ الامويان : عثمان الكريم وأبو العاصي أكثر مداراة للنبيّ من عليّ ، وكان علي يألم من عدم عمل النبيّ على سعادة ابنته ومن عدّ النبيّ له غير قوّام بجليل الأعمال فالنبيّ وان كان يفوّض إليه ضرب الرقاب كان يتجنب تسليم قيادة إليه!!(١)
إلى غير ذلك من الترهات والسخافات التي الصقها تارة إلى رسول الله الاكرم محمّدصلىاللهعليهوآلهوسلم ، واخرى إلى حبيبه وابن عمه ووصيه الامام علي بن أبي طالبعليهالسلام .
إن أفضل اجابة على هذه الافتعالات هو ما كتبه العلامة الاميني حيث يقول :
كلّ ما في الكتاب من تلكم الأقوال المختلقة ، والنسب المفتعلة إن هي إلاّ كلم الطائش ، تخالف التاريخ الصحيح ، وتضادّ ما أصفقت عليه الامّة الإسلاميّة ، وما أخبر به نبيّها الأقدس.
هل تناسب تقولاته في فاطمة مع قول أبيهاصلىاللهعليهوآلهوسلم : فاطمة حوراء إنسيّة كلّما اشتقت إلى الجنّة قبّلتها؟!(٢)
أو قولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : ابنتي فاطمة حوراء آدميّة؟!(٣)
أو قولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : فاطمة هي الزهرة؟!(٤)
أو قول أمّ أنس بن مالك؟! : كانت فاطمة كالقمر ليلة البدر أو الشمس كفر غماما ، إذا خرج من السحاب بيضاء مشربة حمرة ، لها شعر أسود ، من أشدّ الناس برسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم شبها ، والله كما قال الشاعر :
بيضاء تسحب من قيام شعرها |
وتغيب فيه وهو جثل أسحم(٥) |
__________________
(١) هذه المقتطفات اخذت من كتاب حياة محمّد : ص ١٩٧ ـ ١٩٩.
(٢) تاريخ الخطيب البغدادي : ج ٥ ص ٨٦.
(٣) الصواعق : ص ٩٦ ، اسعاف الراغبين : ص ١٧٢ نقلا عن النسائي.
(٤) نزهة المجالس : ج ٢ ص ٢٢٢.
(٥) جثل الشعر : كثر والتف واسود فهو جثل : سحم فهو اسحم : اسود.