مقامات السيدة مريم عليها السلام
إذا كانت مريم عليها السلام قد فضّلها الله بكمالات تقارب كمالات الأنبياء والرسل وهي سيّدة نساء عالمها فكيف بسيّدة نساء العالمين من الأولين والآخرين فاطمة بنت محمد صلوات الله عليها.
عن المفضّل بن عمر قال:
«قلت لأبي عبدالله عليه السلام: أخبرني عن قول رسول الله في فاطمة: أنّها سيّدة نساء العالمين، أهي سيّدة نساء عالمها؟ فقال: تلك مريم كانت سيّدة نساء عالمها، وفاطمة سيّدة نساء العالمين من الأولين والآخرين»(1) .
والمراد من قوله تعالى:( إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ) (2) ليس مطلق العالمين إلى يوم القيامة، بل هو عالم زمانها، نظير قوله تعالى في بني اسرائيل:( اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ
____________________
1. دلائل الإمامة، باب «فاطمة الزهراء»، أخبار في مناقبها، الرقم المسلسل للحديث 58، ص 149.
2. آل عمران/ 42.