قتلوه ونكلوا به أخيراً.
وحجيّة مريم صرّح بها القرآن بقوله تعالى( وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً ) (1) و«الآية» هي الحجّة، أي: جَعَلْنا عيسى وأمَّه حجّة.
عن يحيى بن أبي القاسم عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزّوجلّ( وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً ) قال: «أي حجّة»(2) .
فحجيّتها عليها السلام في عرض حجّية ولدها عيسى نبي الله، بل حجّيتها سَبَقَتْ حجّيةَ عيسى، كما أنّ حجّية عيسى تلت حجّيتها زماناً واقتضاءً.
فالترتب الزماني بين الحجّتين ظاهر، إذ كان تكليم الله لها وكذلك الملائكة قبل ولادة عيسى بفترة، على أنّ السبق الزمني لا يكون بالضرورة لخصوصية معينة، وإنّما هي أشبه بحالات إرهاص لنبوّة عيسى عليه السلام ولا شك أنها خصوصية عظيمة ومنزلة رفيعة.
فقوله تعالى( وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً ) أي: إنّ المسيح وأمّه كليهما من أصول الديانة المسيحية، بل من الإعتقادات اللازم الإعتقاد بها عند المسلمين أيضاً لوجوب الايمان بكلّ كلمات الله وآياته وكتبه ورسله وآياته
____________________
1. المؤمنون / 50.
2. البرهان 3/113.