3%

الحصر ، هو توحيد العبادة وتوحيد الأفعال.

نعم ، نحن محتاجون إلى عونه حتى في العبودية والطاعة ، ولذلك ينبغي أن نستعين به في ذلك أيضا ، كي لا تتسرب إلى أنفسنا أوهام العجب والرياء وأمثالها من الانحرافات التي تجهض عبوديتنا.

بعبارة اخرى : حين نقول( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) فان هذه الجملة يشم منها رائحة الاستقلالية، لذلك نتبعها مباشرة بعبارة( إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) ، كي نجسّم حالة الأمر بين الأمرين (لا جبر ولا تفويض) ، في عباداتنا ، ومن ثمّ في كل أعمالنا.

2 ـ استعمال صيغ الجمع في تعبير الآيات

كلمة «نعبد» و «نستعين» بصيغة الجمع تشير إلى أن العبادة ـ خاصة الصلاة ـ تقوم على أساس الجمع والجماعة. وعلى العبد أن يستشعر وجوده ضمن الجمع والجماعة ، حتى حين يقف متضرّعا بين يدي الله ، فما بالك في المجالات الاخرى!

وهذا الاتجاه في العبادة يعني رفض الإسلام لكل ألوان الفردية والانعزال.

الصلاة خاصة ـ ابتداء من اذانها وإقامتها حتى تسليمها ـ تدل على أن هذه العبادة هي في الأصل ذات جانب اجتماعي ، أي أنها ينبغي أن تؤدّى بشكل جماعة ، صحيح أن الصلاة فرادى صحيحة في الإسلام ، لكن العبادة الفردية ذات طابع فرعي ثانوي.

3 ـ الاستعانة به في كل الأمور

يواجه الإنسان في مسيرته التكاملية قوى مضادة داخلية (في نفسه) ، وخارجية (في مجتمعه) ، ويحتاج في مقاومة هذه القوى المضادة إلى العون والمساعدة ، ومن هنا يلزم على الإنسان عند ما ينهض صباحا أن يكرر عبارة