الآية
( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (178) )
التّفسير
المثقلون بأوزارهم :
بعد تسلية النّبيصلىاللهعليهوآلهوسلم في الآيات السّابقة وتطمينه تجاه ما يقوم به أعداء الرسالة والحق من محاولات عدائية لا تحصى ، توجه سبحانه إلى الأعداء في هذه الآية بالخطاب،وأخذ يحدّثهم عن المصير المشؤوم الذي ينتظرهم ، (وهذه الآية ترتبط ـ في الحقيقة ـ بأحداث معركة «أحد» فهي مكملة للأبحاث التي مرّت حول هذه الواقعة ، لأن الحديث والخطاب تارة كان موجها إلى النّبيصلىاللهعليهوآلهوسلم وأخرى موجها إلى المؤمنين ، وها هو هنا موجه إلى الكفار والمشركين).
إنّ الآية الحاضرة التي يقول فيها سبحانه :( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي ) (1) ( لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ ) تحذّر المشركين بأن عليهم أن لا يعتبروا ما أتيح لهم من إمكانات في العدّة والعدد ، وما
__________________
(1) نملي مشتقة من الإملاء ، وتغني المساعدة والإعانة وتستعمل في أكثر الموارد في إطالة المدّة والإمهال الذي هو نوع من المساعدة ، وقد جاءت في الآية الحاضرة بالمعنى الثاني.