3%

مكانه من نفوسنا.

فكثير من الناس لا يزال ينظر الى قصّة يوسفعليه‌السلام على انها حادثة عشق طريف ، ومثله كمثل الدابّة التي يلوح لها البستان النضر المليء بالازهار ، الّا انّها تراه حفنة من «العلف» تسدّ جوعها :

وما يزال الكثير من الناس يضفي على القصّة افرازات خيالية كاذبة ليحرّف القصّة عن واقعها وهذا من عدم اللياقة وفقدان الجدارة وعدم قابلية المحل ، والّا فإنّ اصل القصّة جمع كل انواع القيم الانسانية العليا في نفسه.

وسنرى في المستقبل ـ بإذن الله ـ انّه لا يمكن تجاوز فصول هذه القصّة الجامعة والجميلة وكما يقول الشاعر في هذه القصّة :

يسكر من عطر الزهور الفتى

حتى يرى مفتقدا ثوبه!

* * *

اثر القصّة في حياة الناس

مع ملاحظة انّ القسم المهمّ من القرآن قد جاء على صورة تأريخ للأمم السابقة وقصص الماضين ، فقد يتساءل البعض : لم يحمل هذا الكتاب التربوي كل هذا «التأريخ» والقصص؟!

وتتضح العلة الحقيقية للموضوع بملاحظة عدّة نقاط :

1 ـ انّ التاريخ مختبر لنشاطات البشرية المختلفة ، وما رسمه الإنسان في ذهنه من الأفكار والتصورات يجده بصورة عينية على صفحات التأريخ. وبملاحظة انّ اكثر المعلومات البشرية توافقا مع الواقع والحقيقة هي التي تحمل جانبا حسيّا ، فإنّ دور التاريخ في اظهار الواقعيّات الحياتية يمكن دركه جيدا.

فالإنسان يرى بأم عينيه الهزيمة المردية ـ لامّة ما ـ نتيجة اختلافها وتفرقها ، كما يرى النجاح المشرق في قوم آخرين في ظل اتّحادهم وتوافقهم. فالتاريخ