3%

وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) .

وليس معنى هذا الكلام طلب الموت من الله ، كما تصوّره ابن عبّاس فقال : لم يطلب احد من الأنبياء الموت من الله الّا يوسف ، فعند ما توفّرت له اسباب حكومته تأجّج العشق (والتعلّق بالله) في نفسه فتمنّى لقاء الله.

بل طلب يوسف انّما كان الشرط والحالة فحسب ، اي انّه طلب ان يكون عند الوفاة مؤمنا مسلما ، وقد كان ابراهيم ويعقوب يوصيان أبناءهما بهذه الوصيّة ايضا بقولهما لهم :( فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) .(1) وقد اختار كثير من المفسّرين هذا المعنى.

6 ـ هل جاءت امّ يوسف الى مصر

يستفاد من ظاهر الآيات ـ آنفة الذكر ـ بصورة جيّدة انّ امّ يوسف كانت يومئذ حيّة ، وقد جاءت مع يعقوب وابنائها الى مصر ، وسجدت شاكرة هذه النعمة. الّا انّ بعض المفسّرين يصرّون على انّ امّ يوسف «راحيل» كانت قد انتقلت من الدنيا يومئذ ، وانّما التي جاءت الى مصر خالته التي تعدّ بمثابة امّه.

ونقرا في سفر التكوين من التوراة ـ الفصل 35 الجملة 18 ـ انّ راحيل بعد ان ولدت بنيامين رحلت عن الدنيا. وجاء في بعض الرّوايات عن (وهب بن منبه) و (كعب الأحبار) هذا المعنى ذاته ايضا ، ويبدو انّه مأخوذ من التوراة.

وعلى اي حال ، فليس بوسعنا ان نغضي عن ظاهر آيات القرآن التي تقول : انّ امّ يوسف كانت حيّة آنئذ ، ونؤول ذلك ونوجّهه دون اي دليل.

7 ـ عدم ذكر القصّة للأب :

نقرا في رواية عن الامام الصادقعليه‌السلام انّه قالعليه‌السلام : «قال يعقوب ليوسف :

__________________

(1) البقرة ، 132.