3%

الآية

( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ (35) )

التّفسير

بالنظر الى تناوب آيات هذه السورة في بيان التوحيد والمعاد وسائر المعارف الاسلامية الاخرى ، تحدّثت هذه الآية مرّة اخرى حول المعاد وخصوصا نعم الجنّة وعذاب الجحيم. يقول تعالى اوّلا :( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ) (1) .

قد يكون التعبير بـ «مثل» اشارة الى هذه النكتة ، وهي انّ الجنّة وسائر النعم الاخروية غير قابلة للوصف بالنسبة الى الساكنين في هذا العالم المحدود الذي هو في مقابل عالم بعد الموت يعتبر صغيرا جدّا ، ولذلك نستطيع ان نضرب لهم مثلا او صورة عن ذلك ، كما انّ الجنين في بطن امّه لو كان يعقل لا يمكن ان نصوّر له كلّ نعم الدنيا ، الّا من خلال أمثال ناقصة وشاحبة!

__________________

(1) هناك نقاش بين المفسّرين حول تركيب هذه الجملة فقال البعض : انّ «مثل» مبتدا و «تجري» خبرها ، وقال بعض آخر : انّ «مثل» مبتدا وخبره محذوف تقديره «فيما نقص عليكم مثل الجنّة».