وهذا الضلال قد أوجد بعد المسافة بينهم وبين الحقّ فكان من العسير جدّا عودتهم الى طريق الحقّ ، ولكن ذلك كان نتيجة لاعمالهم.
* * *
ملاحظات
1 ـ مثل الإيمان وطريق الله مثل النّور
بالنظر الى انّ النّور الطف الموجودات الماديّة في العالم ، وسرعة مسيره أعلى سرعة ، وبركته من اكبر البركات ، ويمكن ان يقال انّه اصل لكلّ المواهب والبركات ، فإنّه يتّضح الى اي مدى يشتمل النّور على معنى كبير بحيث انّ القرآن شبّه الايمان والسير في طريق الله بالنّور.
والنّور اصل التجمّع بينما الظلمة عامل للتفرّق ، النّور علامة الحياة والظلمة علامة الموت.
ولهذا السبب شبّه القرآن الكريم كثيرا من الأمور القيّمة بالنّور ، ومن جملتها العمل الصالح( يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ) (1) .
وكذلك الايمان والتوحيد ، قال تعالى :( اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ ) (2) .
وقد شبّه القرآن الكريم بالنّور في قوله تعالى :( فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (3) .
وكذلك الذين( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ ) .(4)
__________________
(1) الحديد ، 12.
(2) البقرة ، 257.
(3) الأعراف ، 157.
(4) التوبة ، 32.