3%

فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ ) .

ولقد وردت كلمة «القبر» بصراحة في بعض هذه الرّوايات(1) .

ولكن هناك رواية شريفة عن الامام الصادقعليه‌السلام قال : «انّ الشيطان ليأتي الرجل من أوليائنا عند موته عن يمينه وعن شماله ليضلّه عمّا هو عليه ، فيأبى اللهعزوجل له ذلك ، وهو قول اللهعزوجل :( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ ) (2) .

واكثر المفسّرين يميلون الى هذا التّفسير ، طبقا لما نقله المفسّر الكبير العلّامة الطبرسي في مجمع البيان ولعلّ ذلك يعود الى انّ الآخرة ليست محلا للأعمال ولا للانحراف ، بل هي محلّ الحصول على النتائج فحسب ولكن عند وقوع الموت وحتّى في البرزخ (الذي هو عالم بين الدنيا والآخرة) قد تحصل بعض الهفوات ، فهنا يكون اللطف الالهي عاملا في حفظ وثبات الإنسان.

2 ـ دور الثبات والاستقامة

من بين جميع الصفات التي ذكرتها الآيات أعلاه للشجرة الطيّبة والخبيثة ، وردت مسألة الثبات وعدم الثبات بشكل اكثر ، وحتّى في بيان ثمار هذه الشجرة يقول تعالى :( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا ) وبهذا الترتيب تتّضح لنا اهميّة الثبات ودوره في حياة الإنسان.

فكثير من الأشخاص من ذوي القابليات المتوسطة ، الّا انّهم ينالون انتصارات كبيرة في حياتهم ، ثمّ إذا حقّقنا في الأمر لم نجد دليلا الّا الثبات والاستقامة لديهم.

ومن جهة اجتماعية لا يتحقّق اي تقدّم في البرامج الّا في ظلّ الثبات ، ولهذا السبب نجد المخرّبين يسعون في تدمير الاستقامة ، ولا نعرف المؤمنين الصادقين

__________________

(1) تفسير نور الثقلين ، ج 2 ، صفحة 540 ـ 541.

(2) المصدر السابق.