حياة النّبي ابراهيمعليهالسلام
مع انّ سورة ابراهيم هي السورة الوحيدة في القرآن سمّيت بهذا الاسم ، رأينا من المناسب ان نفهرس حياة هذا الرجل العظيم ومحطّم الأصنام في نهايتها ـ مع العلم انّها لا تذكر حالات ابراهيم الاخرى التي وردت في آيات اخرى من القرآن ـ لكي يكون القارئ العزيز على علم كاف بحياة هذا الرجل العظيم التي تذكرها الآيات الاخرى ان شاء تعالى.
ونستطيع ان نقسّم مراحل حياته الشريفة الى ثلاث فترات :
1 ـ فترة ما قبل النبوّة.
2 ـ فترة نبوّته ومحاربته للأصنام في بابل.
3 ـ فترة الهجرة من بابل وتجواله في ارض مصر وفلسطين ومكّة.
ولادته وطفولته
ولد ابراهيمعليهالسلام في ارض «بابل» التي كانت من بلدان العالم المهمّة ، وتحكّمها حكومة قويّة وجائرة ، وفتح عينيه على العالم في الوقت الذي كان نمرود بن كنعان الملك الجبّار الظالم يحكم ارض بابل ويعتبر نفسه الربّ الأعلى(1) .
بالطبع لم يكن للناس في ذلك الوقت هذا الصنم فقط ، بل كانت لهم أصنام مختلفة يعبدونها ويتقرّبون إليها. والدولة في ذلك الوقت كانت تدافع بقوّة عن الأصنام ، لانّها الوسيلة المؤثّرة في تخدير وتسخيف المجتمع ، بحيث لو صدرت اي اهانة من احد تجاهها يعتبرونها خيانة عظمى.
__________________
(1) ذكر بعض المؤرّخين انّ ولادتهعليهالسلام ـ في مدينة (اور) التابعة لدولة بابل.