3%

الاخرى يوجد مثل هذا الاستعمال ايضا على كل حال فإنّ دلالة الآية على الدوام قطعية وغير قابلة للنقاش.

5 ـ ما معنى الاستثناء في الآية؟

الجملة الاستثنائية( إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ ) التي وردت في الآيات المتقدمة في اهل الجنّة وفي اهل النّار ايضا ، اضحت ميدانا واسعا للمفسرين ومثارا للبحث ، وقد نقل المفسّر الكبير الطبرسي في تفسير هذا الاستثناء عشرة أوجه عن المفسّرين القدامى ، ونعتقد انّ كثيرا من هذه الأوجه ضعيف ولا ينسجم مع الآيات السابقة او اللاحقة ، ولذلك نغض النظر عنها ، ونورد ما نراه صحيحا هنا ، هو وجهان فحسب :

1 ـ الهدف في بيان هذا الاستثناء ان لا يتصور انّ الخلود في النار او في الجنّه جار على غير مشيئة الله وارادته بما يعطي معنى الإلزام وتحديد قدرة الله تعالى وارادته ، بل في الوقت الذي يكون اهل الجنّة واهل النار خالدين فيهما ، فإنّ قدرة الله وارادته حاكمة على الجميع ، وانّ العذاب والثواب يتحققان بمقتضى حكمته لكلّ من هذين الطرفين.

والشاهد على هذا الكلام ما ورد في الجملة الثّانية بعد الاستثناء وهي قوله تعالى :( عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) اي غير منقطع ، وهو دليل على انّ الجملة الاستثنائية لبيان قدرته فحسب.

2 ـ وحيث تذكر الآيات هذين الطرفين( فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ) فليس الأشقياء هم الكفار المستحقين للخلود في النّار فقط بل قد يوجد بينهم مؤمنون من اهل الكبائر فيكون هؤلاء داخلين في هذا الاستثناء.

ولكن قد ينقدح هذا السؤال ايضا وهو : ما المراد من الاستثناء في الجملة الثّانية (التي تتحدث عن الذين سعدوا)؟