3%

إنّ مسئولية الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هي إثبات ارتباطه بالخالق عن طريق المعجزة ، وعند ما يأتي بالقدر الكافي من المعاجز ، فليست عليه أية مسئولية أخرى.

إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد لا يعرف بزمان نزول المعجزات ، وقد يطلب المعجزة من ربّه عند ما يعلم بأنّ الإتيان بها يرضي الله تعالى.

2 ـ الأفكار المحدودة والطلبات غير المعقولة

كل إنسان يتكلم بحدود فكره ، ولهذا السبب فإنّ حديث أي شخص هو دليل على مقدار عمق أفكاره.

الأفراد الذي لا يفكرون إلا بالمال والجاه يتصورون أنّ كل من يتحدث عن شيء إنّما يقصد هذا المجال.

لهذا السبب كان مشركو مكّة يقترحون ـ بسبب قصور تفكيرهم ـ على رسول الله اقتراحات تتصل بالمال وقضاياه ، يطلبون منه أن يترك دعوته مقابل المال ، إنّهم يقيسون الروح الواسعة لرسول الهدىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بضيق أفكارهم.

إنّ هؤلاء كانوا يعتقدون بأنّ من لا يجاهد في سبيل المال أو المقام مجنون حتما ، ومثلهم كمثل المسجون في غرفة صغيرة لا يرى السماء الواسعة والشمس العظيمة والجبال الشامخة والبحار الواسعة ولا يحس بعظمة عالم الوجود. لقد أرادوا مقايسة الروح السمحة العظيمة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمقاييسهم.

إضافة لذلك ، لنر ما هي الأشياء التي أرادوها من الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم تكن موجودة في الإسلام ، لقد أرادوا الأراضي المزروعة والعيون المتفجّرة ، وبساتين النخيل والأعناب ، والبيوت المزخرفة. ونحن نعلم أنّ الإسلام قد فتح أبواب التقدّم والتكنولوجيا بحيث يمكن في ظل التقدم الاقتصادي تحقيق الكثير من هذه الأمور ، بل ونلاحظ بأنّ المسلمين في ظل البرامج القرآنية وصلوا إلى تحقيق تقدّم أكثر ممّا كان يدور في عقول المشركين ذوي الأفق الضيق.