3%

الأخلاقية ، إنّما يكون بسبب الإيمان بها والعمل وفقا لمضامينها.

وبما أنّ قسما مهمّا من هذه السورة يتعرض إلى قصّة تحرك مجموعة من الفتية ضدّ طاغوت عصرهم ، ودجّال زمانهم ، هذا التحّرك الذي عرّض حياتهم ووجودهم للخطر وللموت لولا عناية الباري بهم ورعايته لهم. لذا فإنّ الالتفات إلى هذه الحقيقة ينير القلب بنور الإيمان ، ويحفظه من الذنوب وإغواءات الدجالين ، ويعصمه من الذوبان في المحيط الفاسد.

إنّ ممّا يساعد على تكميل هذا الأثر النفوس والقلوب هو ما تثيره السورة من أوصاف الآخرة ويوم الحساب ، والمستقبل المشؤوم الذي ينتظر المستكبرين ، وضرورة الالتفات إلى علم الخالق المطلق وإحاطته بكل شيء.

إنّ كل ذلك ممّا يحفظ الإنسان من فتن الشيطان ، ويجعل نور الإيمان يشع فيه ، ويغرس العصمة في قلبه ، وتكون عاقبته مع الشهداء والصدقين.

محتوى سورة الكهف

تبدأ السورة بحمد الخالق جلّ وعلا ، وتنتهي بالتوحيد والإيمان والعمل الصالح.

يشير محتوى السورة ـ كما في أغلب السور المكّية ـ إلى قضية المبدأ والمعاد والترغيب والإنذار. وتشير أيضا إلى قضية مهمّة كان المسلمون يحتاجونها في تلك الأيّام بشدّة ، وهي عدم استسلام الأقلية ـ مهما كانت صغيرة ـ إلى الأكثرية مهما كانت قوية في المقاييس الظاهرية ، بل عليهم أن يفعلوا كما فعلت المجموعة الصغيرة القليلة من أصحاب الكهف ، أن يبتعدوا عن المحيط الفاسد ويتحركوا ضدّه.

فإذا كانت لديهم القدرة على المواجهة ، فعليهم خوض الجهاد والصراع ، وإن