3%

الآيتان

( قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً (109) قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110) )

سبب النّزول

عن ابن عباس قال : «قالت اليهود لما قال لهم النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ) قالوا : وكيف وقد أوتينا التوراة ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا؟ فنزل قوله تعالى :( قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ ) .

وقيل أيضا : قالت اليهود : إنّك أوتيت الحكمة ، ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ، ثمّ زعمت ـ والمخاطب هنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ أنّك لا علم لك بالروح؟

فأمره الله تعالى أن يجيبهم بأنّي وإن أوتيت القرآن وأوتيتم التوراة فهي بالنسبة إلى كلمات الله تعالى قليلة»(1) .

__________________

(1) تفسير القرطبي ، المجلد 11 ـ 12 ، صفحة 68 ـ 69. وكذلك تفسير الصافي أثناء الحديث عن الآية.