10%

بحوث

1 ـ رؤيا النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والشّجرة الملعونة

كثر الكلام بين المفسّرين عن المقصود بالرؤيا ونجمل هذه الأقوال بما يلي :

أ: بعض المفسّرين قالوا : إنّ هذه الرؤيا لا تعني رؤيا المنام ، بل تعني المشاهدة الحيّة الحقيقية للعين ، ويعتبرونها (أي الرؤيا) إشارة إلى قصّة المعراج التي ورد ذكرها في بداية هذه السورة.

فالقرآن ووفقا لهذا التّفسير يقول : إنّ حادثة المعراج هي بمثابة اختبار للناس ، لأنّ الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما إن شرع بذكر قصّة المعراج والإخبار عنها ، حتى ارتفعت أصوات الناس ، بآراء مختلفة حولها ، فالأعداء استهزؤا بها ، وضعيفو الإيمان نظروا إليها بشيء من التردّد والشك ، أمّا المؤمنون الحقيقيون فقد صدّقوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما أخبر ، واعتقدوا بالمعراج بشكل كامل ، لأنّ مثل هذه الأمور تعتبر بسيطة في مقابل القدرة المطلقة للخالق جلّ وعلا.

الملاحظة الوحيدة التي يمكن درجها على هذا التّفسير ، هي أنّ الرؤيا عادة ما تطلق على رؤيا المنام ، لا الرؤيا في اليقظة.

ب : نقل عن ابن عباس ، أنّ المقصود بالرؤيا ، هي الرؤيا التي رآها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في السنّة السّادسة من الهجرة المباركة (أي عام الحديبية) في المدينة ، وبشرّ بها الناس أنّهم سينتصرون على قريش قريبا وسيدخلون المسجد الحرام آمنين.

ومن المعلوم أنّ هذه الرؤيا لم تتحقق في تلك السنة ، بل تحققت بعد سنتين أي في عام فتح مكّة. وهذا المقدار من التأخير جعل أصحاب الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقعون في بوتقة الاختبار ، إذ أصيب ضعيفو الإيمان بالشك والريبة من رؤيا الرّسول وقوله ، في حين أنّ الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيّن لهم ـ بصراحة ـ بأنّني لم أقل لكم