3%

منه هو الرماد فقط.

لقد شبه زكريا نزول الكبر ، وبياض كل شعر رأسه باشتعال النّار ، والرماد الأبيض الذي تتركه ، وهذا التشبيه جميل وبليغ جدا.

ثمّ يضيف :( وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ) فقد عودتني دائما ـ فيما مضى ـ على استجابة أدعيتي ، ولم تحرمني منها أبدا ، والآن وقد أصبحت كبيرا وعاجزا فأجدني أحوج من السابق إلى أن تستجيب دعائي ولا تخيبّني.

إنّ الشقاء هنا بمعنى التعب والأذى أي إنّي لم أتعب ولم أتأذّ في طلباتي منك ، لأنّك كنت تقضيها بسرعة.

ثمّ يبيّن حاجته :( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي ) أي إنّي أخشى من أقربائي أن يسلكوا سبيل الانحراف والظلم( وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ) أي مرضيا عندك.

* * *

بحوث

1 ـ المراد من الإرث

لقد قدم المفسّرون الإسلاميون بحوثا كثيرة حول الإجابة عن هذا السؤال ، فالبعض يعتقد أنّ الإرث هنا يعني الإرث في الأموال ، والبعض اعتبره إشارة إلى مقام النبوة ، وبعض آخر احتمل أن يكون المراد معنى جامعا شاملا لكلا الرأيين السابقين.

وقد اختار كثير من علماء الشيعة المعنى الأوّل ، في حين ذهب جماعة من علماء العامّة إلى المعنى الثّاني ، والبعض الآخر ـ كسيد قطب في (في ظلال القرآن) ، والآلوسي في روح المعاني ـ اختاروا المعنى الثّالث.

إنّ الذين حصروا المراد في الإرث في المال استندوا إلى ظهور كلمة الإرث