3%

ولا بأس من ذكر الرّواية الشريفة عن الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام ، وهي أن جماعة من الأطفال قالوا للرضاعليه‌السلام أيّام طفولته : أذهب بنا نلعب ، قال : «ما للعب خلقنا» وهذا ما أنزل الله تعالى( وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) (1) .

يجب الالتفات إلى أن اللعب هنا هو الإشتغال بما لا فائدة فيه ، وبتعبير آخر لا هدف يطلب منه ، لكن قد يستتبع اللعب واللهو ـ أحيانا ـ هدفا منطقيا وعقلائيا ويسعى إليه ، فمن البديهي أن لهذا اللعب حكما مستثنى.

4 ـ شهادة يحيى

لم تكن ولادة يحيى عجيبة ومذهلة لوحدها ، بل إنّ موته أيضا كان عجيبا من عدّة جهات ، وقد ذكر أغلب المؤرخين المسلمين ، وكذلك المصادر المسيحية ، مجرى هذه الشهادة على هذه النحو ، بالرغم من وجود اختلاف يسير في خصوصياتها بين هذه المراجع:

لقد أصبح يحيى ضحية للعلاقات غير الشرعية لأحد طواغيت زمانه مع أحد محارمه ، حيث تعلق «هروديس» ملك فلسطين اللاهث وراء شهواته ببنت أخته «هروديا» وهام في غرامها ، وألهب جمالها قلبه بنار العشق ، ولذلك صمم على الزواج منها!

فبلغ هذا الخبر نبي الله العظيم يحيىعليه‌السلام ، فأعلن بصراحة أنّ هذا الزواج غير شرعي ومخالف لتعليمات التوراة ، وسأقف امام مثل هذا العمل.

لقد انتشر صخب وضوضاء هذه المسألة في كل أرجاء المدينة ، وسمعت تلك الفتاة (هيروديا) بذلك ، فكانت ترى يحيى أكبر عائق في طريقها ، ولذلك صممت على الانتقام منه في فرصة مناسبة لترفع هذا المانع من طريق شهواتها وميولها ، فعمقت علاقتها بخالها ووطدتها ، وجعلت من جمالها مصيدة له ، وقد

__________________

(1) نور الثقلين ، الجزء 3 ، ص 325.