3%

بحوث

1 ـ أوضح تصوير عن ولادة عيسىعليه‌السلام

يمكن إدراك فصاحة وبلاغة القرآن الكريم ، وخاصّة في مثل هذه الموارد ، وذلك عند ملاحظة طريقة طرحه لمسألة مهمّة اختلطت بكل تلك الخرافات ، في عبارات قصيرة وعميقة، وحية ، وغنية المحتوى ، وناطقة تماما ، بحيث تطرح جانبا كل أنواع الخرافات.

الملفت للنظر أنّ الآيات المذكورة ذكرت «سبع صفات» ممتازة و «برنامجان» و «دعاء واحد».

فالصفات السبعة عبارة عن كونه «عبدا لله» وذكرها في بداية كل الصفات إشارة إلى أن أعلى وأكبر مقام يصله الإنسان هو مقام العبودية.

وبعد ذلك ، كونه «صاحب كتاب سماوي» ثمّ «مقام النبوة» (مع العلم أن مقام النبوة لا يقترن دائما بالمجيء بكتاب سماوي).

وبعد مقام العبودية والإرشاد ، ذكر كونه «مباركا» أي مفيدا لوضع المجتمع ، وفي حديث عن الإمام الصادقعليه‌السلام نقرأ أن معنى المبارك : «النفّاع» ، أي كثير المنفعة.

ثمّ ذكرت الآيات كونه «بارا بأمه» وفي النهاية أنّه «لم يكن جبارا شقيا» بل كان متواضعا ، عارفا بالحق ، وسعيدا.

ومن بين جميع البرنامج الالهي للإنسان تؤكّد الآية على وصية الله سبحانه بالصلاة والزكاة ، وذلك للأهمية الفائقة لهذين الأمرين ، لأنّهما رمز الارتباط بالخالق والخلق ، ويمكن تلخيص كل البرامج والأهداف الدينية والمذهبية فيهما ، لأن أحدهما يشخصّ ارتباط الإنسان بالخلق ، والآخر يشخصّ ارتباطه بالخالق.

وأمّا الدعاء الذي دعاه لنفسه ، ويرجوه فيه من ربّه في بداية عمره ، فهو أن يجعل هذه الأيّام الثلاثة سلاما عليه : يوم الولادة ، ويوم الموت ، واليوم الذي