3%

يبعث فيه ، وأن يمن عليه في هذه المراحل الثلاثة بالشعور بالأمن والطمأنينة!

2 ـ منزلة الأم

بالرغم من أنّ المسيحعليه‌السلام قد ولد بأمر الله النافذ من امرأة بدون زوج ، إلّا أنّ ما نقرأه في الآيات ـ محل البحث ـ عن لسانه ، والذي يعدّ فيه «ضمن تعداده لميزاته وأوسمته» برّه بأمه ، دليل واضح على أهمية مقام الأم ، وهي توضح بصورة ضمنية أنّ هذا الطفل الصغير ـ الذي نطق بالإعجاز ـ كان عالما ومطلعا على أنّه ولد نموذجي بين البشر، وأنّه ولد من أمه فقط دون أن يكون للأب دخل في تكونه وولادته.

وعلى كل حال ، فبالرغم من أنّ ثقافة العصر الحاضر فيها الكثير من الحديث عن مقام ومكانة الأم ، حتى أنّه خصص يوما وسمي ب (يوم الأم) ، إلّا أن التطور الآلي ـ وللأسف الشديد ـ يقطع بسرعة علاقة الآباء والأمهات بالأولاد بحيث يلاحظ ضعف الروابط العاطفية بين هؤلاء في السنين المتقدمة من أعمارهم.

ولدينا في الإسلام روايات تثير العجب والحيرة في هذا الباب ، توصي المسلمين بالأم وتشيد بمكانتها الفائقة الأهمية ، وتأمرهم أن يسعوا عمليا ـ وليس في الكلام وحسب ـ في برّ الوالدين ، فنطالع في حديث عن الإمام الصادقعليه‌السلام : «إن رجلا أتى النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال : يا رسول الله ، من أبرّ؟ قال : أمك ، قال : ثمّ من؟ قال : أمك ، قال : ثمّ من؟قال : أمك ، قال : ثمّ من؟ قال : أباك»(1) !

وفي حديث آخر : أن رجلا أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للجهاد ـ حيث لم يكن الجهاد واجبا عينيا ـ فقال : «ألك والدة»؟ قال : نعم ، قال : «فألزمها فإنّ الجنّة تحت قدمها»(2) .

__________________

(1) وسائل الشيعة ، الجزء 15 ، ص 207.

(2) جامع السعادات ، ج 2 ، ص 261.