بحثان
1 ـ من هو إدريس؟
طبقا لنقل كثير من المفسّرين ، فإنّ إدريس جدّ سيدنا نوحعليهالسلام واسمه في التوراة (أخنوخ) وفي العربية (إدريس) ، وذهب البعض أنّه من مادة (درس) لأنّه أوّل من كتب بالقلم ، فقد كان إضافة إلى النّبوة عالما بالنجوم والحساب والهيئة ، وكان أوّل من علم البشر خياطة الملابس.
لقد تحدث القرآن عن هذا النّبي الكبير مرّتين فقط ، وبإشارة خاطفة : إحداهما هنا في هذه الآيات ، والأخرى في سورة الأنبياء الآية 85 ـ 86 ، وقد ذكرت حياته بصورة مفصلة في روايات مختلفة نشك في صحة أكثرها ، ولهذا السبب اكتفينا بالإشارة أعلاه.
2 ـ من هم الذين( أَضاعُوا الصَّلاةَ )
نقرأ في حديث ورد في كثير من كتب علماء أهل السنة ، أن النّبيصلىاللهعليهوآلهوسلم عند ما تلا هذه الآية قال : «يكون خلف من بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ، ثمّ يكون خلف يقرءون القرآن لا يعدو تراقيهم ، ويقرأ القرآن ثلاثة : مؤمن ، منافق ، وفاجر»(1) .
ينبغي الالتفات إلى أنّنا إذا اعتبرنا هجرة النّبيصلىاللهعليهوآلهوسلم مبدأ الستين سنة ، فإنّه ينطبق تماما على الزمن الذي تربع فيه يزيد على كرسي الحكم ، واستشهد فيه سيد الشهداء الإمام الحسينعليهالسلام وأصحابه ، ويشير الحديث بعد ذلك إلى بقية فترة بني أمية وفترة بني العباس الذين كانوا قد اقتنعوا من الإسلام بالاسم ، ومن القرآن باللفظ ، ونعوذ بالله أن نكون من هذا الخلف المنحرف.
* * *
__________________
(1) تفسير الميزان ، ج 14 ، ص 84.