3%

فإنّه لا يناسب ولا يوافق المتون الأصلية لكتبهم الاعتقادية بأي وجه من الوجوه.

ولا ينحصر هذا الأمر في كون المسيحعليه‌السلام أبنا ، فإنّهم فيما يتعلق بمسألة التثليث التي تعني الأرباب الثلاثة (هي جزء من الإعتقادات الأساسية لهم) ولما كان المسلمون يتنفرون من هذا الكلام الممتزج بالشرك ، غيرّوا نبرتهم في الأوساط الإسلامية ، ووجهوا كلامهم بأنّه نوع من التشبيه والمجاز. ومن أجل زيادة التوضيح راجع قاموس الكتاب المقدس في شأن المسيح والأقانيم الثلاثة.

2 ـ كيف تفنى السماوات وتتلاشى؟

ما قرأناه في الآية :( تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا ) إمّا أن يكون إشارة إلى أن مجموعة عالم الوجود ـ على أساس مفاهيم القرآن المجيد ـ تمتلك نوعا من الحياة والإدراك والشعور ، والآيات ، كالآية (74) من سورة البقرة :( وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ) ، والآية (21) من سورة الحشر :( لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ) شاهدة على ذلك ، فيكون المراد أنّ هذه النسبة غير الصحيحة إلى الساحة الإلهية المقدسة ، قد أرعبت وأقلقت كل العالم.

أو أن يكون كناية عن شدة قبح هذا القول ، ونظائر هذه الكناية ليست قليلة في لسان العرب ، وسنبحث ـ إن شاء الله تعالى ـ عن ذلك في ذيل الآيات المناسبة.

* * *