بحوث
1 ـ المراد من قوله تعالى :( فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ )
وكما قلنا ، فإن ظاهر الآية أنّ موسىعليهالسلام قد أمر بخلع نعليه احتراما لتلك الأرض المقدسة ، وأن يسير بكل خضوع وتواضع في ذلك الوادي ليسمع كلام الحق ، وأمر الرسالة.
إلّا أنّ بعض المفسّرين قالوا تبعا لبعض الرّوايات : إنّ سبب ذلك هو أن جلد ذلك النعل كان من جلد حيوان ميت.
إنّ هذا الكلام إضافة إلى أنّه يبدو بعيدا بحد ذاته ، لأنّه لا دليل على أن موسىعليهالسلام كان يستعمل مثل هذه الجلود والنعال الملوثة ، فإن الرّواية التي رويت عن الناحية المقدسة ، صاحب الزمان ـ أرواحنا له الفداء ـ تنفي هذا التّفسير نفيا شديدا(1) . ويلاحظ في التوراة الحالية أيضا ، سفر الخروج ، الفصل الثّالث ، نفس التعبير الذي يوجد في القرآن.
البعض الآخر من الرّوايات يشير إلى تأويل الآية وبطونها : «فاخلع نعليك : أي خوفيك : خوفك من ضياع أهلك ، وخوفك من فرعون»(2) .
وفي حديث آخر عن الإمام الصادقعليهالسلام فيما يتعلق بهذا الجانب والزمن من حياة موسىعليهالسلام حيث يقول : «كن لما لا ترجوا أرجى منك لما ترجو ، فإن موسى بن عمران خرج ليقبس لأهله نارا فرجع إليهم وهو رسول نبي»(3) ! وهي إشارة إلى أن الإنسان كثيرا ما يأمل أن يصل إلى شيء لكنه لا يصل إليه ، إلّا أن أشياء أهم لا أمل له في نيلها تتهيأ له بفضل الله.
وقد نقل هذا المعنى أيضا عن أمير المؤمنين عليعليهالسلام (4) .
__________________
(1) تفسير نور الثقلين ، ج 3 ، ص 373.
(2) المصدر السابق ، ص 374.
(3) المصدر السابق.
(4) سفينة البحار ، الجزء الأول ، ص 513.