3%

الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بوعد الله تعالى :( وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ ) (1) ، لأنّ طبيعة الباطل الفناء والدمار :( إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً ) . فللباطل جولة ، إلّا أنّه لا يدوم والعاقبة تكون لانتصار الحق وأصحابه وأنصاره.

* * *

بحوث

1 ـ صلاة اللّيل عبادة روحية عظيمة

إنّ التأثيرات المختلفة لضوضاء الحياة اليومية تؤثر على الإنسان وعلى أفكاره وتجرّه إلى وديان مختلفة بحيث يصعب معها تهدئة الخاطر ، وصفاء الذهن ، والحضور الكامل للقلب في مثل هذا الوضع. أمّا في منتصف الليل وعند السحر عند ما تهدأ هذه ضوضاء حياتية المادية ، ويرتاح جسم الإنسان ، وتهدأ روحه بعد فترة من النوم ، فإنّ حالة من التوّجه والنشاط الخاص تخالج الإنسان ، في مثل هذا المحيط الهاديء والبعيد عن كل أنواع الرياء ، مع حضور القلب ، يعيش الإنسان حالة خاصّة قادرة على تربيته وتكامل روحه.

لهذا السبب نرى أن عباد الله ومحبيه يتوقون إلى التعبّد منتصف الليل ، لأنّه يزكّي أرواحهم ، ويحيي قلوبهم ، ويقوي إرادتهم ، ويكمل إخلاصهم.

وفي بداية عصر الإسلام كان الرّسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يستفيد من هذا البرنامج الروحي في تربية المسلمين ، وكانت يبني شخصياتهم بحيث كانوا يتغيّرون تماما عمّا كانوا عليه في السابق، يعني أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يجعل منهم شخصيات جديدة ذات إرادة قوية وشجاعة ، ومؤمنين ذوي إخلاص ونقاء.

وقد يكون (المقام المحمود) الذي ورد ذكره في الآيات أعلاه نتيجة لصلاة

__________________

(1) (زهق) من مادة «زهوق» بمعنى الاضمحلال والهلاك والإبادة ، و (زهوق) على وزن «قبول» صيغة مبالغة وهي تعني الشيء الذي تمت إبادته بالكامل.