أن يبقى.
أنصار الحق يعتمدون سلاح الإيمان ، منطقهم الوفاء بالعهد ، وصدق الكلام ، والتضحية ، وهم مستعدون أن يضحوا بأنفسهم والاستشهاد في سبيل الله ، قلوبهم منوّرة بنور المعرفة ، لا يخافون أحدا سوى الله ، ولا يعتمدون إلّا عليه ، وهذا هو سر انتصارهم.
5 ـ آية جاء الحق وقيام المهديعليهالسلام
في بعض الرّوايات تمّ تفسير قوله( جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ ) بقيام دولة المهديعليهالسلام ، فالإمام الباقر يبيّن أنّ مفهوم الكلام الإلهي هو : «إذا قام القائم ذهبت دولة الباطل»(1) .
وفي رواية أخرى نقرأ أنّه حينما ولد المهديعليهالسلام كان مكتوبا على عضده قوله تعالى( جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً ) (2) .
إنّ مفهوم هذه الأحاديث لا يحصر المعنى الواسع للآية بهذا المصداق ، بل إنّ ثورة المهديعليهالسلام ونهضته هي من أوضح المصاديق حيث تكون نتيجتها الإنتصار النهائي للحق على الباطل في كل العالم.
وبالنسبة للرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم نقرأ أنّهصلىاللهعليهوآلهوسلم دخل في يوم فتح مكّة ، المسجد الحرام وحطم (360) صنما كانت لقبائل العرب ، وكانت موضوعة حول فناء الكعبة، وكانصلىاللهعليهوآلهوسلم يحطمها الواحد تلو الآخر بعصاه ، وهو يقول :( جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً ) .
وخلاصة القول : إنّ حقيقة انتصار الحق وانهزام الباطل هي تعبير عن قانون عام يجري في مختلف العصور ، وانتصار الرّسولصلىاللهعليهوآلهوسلم على الشرك والأصنام ،
__________________
(1) نور الثقلين ، ج 3 ، ص 212 و 213.
(2) المصدر السّابق.