3%

الآيتان

( وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (86) )

التّفسير

إسماعيل وإدريس وذو الكفلعليه‌السلام :

تعقيبا على قصّة أيّوبعليه‌السلام التربوية ، وصبره وثباته بوجه سيل الحوادث ، تشير الآيتان ـ محلّ البحث ـ إلى صبر ثلاثة من أنبياء الله الآخرين فتقول الأولى :( وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ ) فكلّ واحد من هؤلاء صبر طوال عمره أمام الأعداء ، أو أمام مشاكل الحياة المجهدة المضنية ، ولم يركع أبدا في مقابل هذه الحوادث ، وكان كلّ منهم مثلا أعلى في الصبر والاستقامة.

ثمّ تبيّن الآية الاخرى موهبة إلهيّة لهؤلاء مقابل الصبر والثبات ، فتقول :

( وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ ) .

ممّا يلفت النظر هنا أنّه لم يقل : وهبناهم رحمتنا ، بل قال : وأدخلناهم في رحمتنا ، فكأنّ كلّ أجسامهم وأرواحهم أصبحت غارقة في الرحمة الإلهيّة ، بعد أن كانت غارقة في بحر المشاكل.