10%

والكبير والصغير ، والشيخ والشابّ ، والرجل والمرأة ، على امتداد العصور.

وعبارة( اتَّقُوا رَبَّكُمْ ) خلاصة لجميع برامج السعادة ، فهي تبيّن التوحيد في «ربّكم» من جهة والتّقوى من جهة أخرى. وبهذا جمعت البرامج الاعتقادية والعمليّة.

وجملة( إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ) التي جاءت في عدد من الآيات القرآنية ، تكرّر هنا الحديث عنها بشكل مختصر ، هو أنّ البعث يحدث ثورة وتبدّلا حادّا في عالم الوجود ، الجبال تقتلع من مكانها ، وتموج البحار ، وتنطبق السّماء على الأرض ، ثمّ يبدأ عالم جديد وحياة جديدة ، ويسيطر ذعر شديد على الناس يفقدهم صوابهم.

ثمّ بيّنت الآية التالية في عدّة جمل انعكاس هذا الذعر الشديد ، فقالت :( يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ ) من شدّة الوحشة والرعب.

( وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها ) .

وثالث انعكاس لهذا الذعر الشديد :( تَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى ) وعلّة ذلك هو شدّة العذاب في ذلك اليوم( وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ ) هذا العذاب الذي أرعب الناس وأفقدهم صوابهم.

مسائل مهمّة

1 ـ تحدث هذه الظواهر المذكورة آنفا بشكل يسير في الزلازل الدنيويّة والأحداث المرعبة ، حيث تنسى الامّهات أطفالهنّ ، وتسقط الحوامل حملهنّ ، وترى آخرين كالسكارى قد فقدوا صوابهم ، إلّا أنّ هذا لا يتّخذ طابعا عاما. أمّا زلزال البعث فإنّه يصيب الناس جميعا دون استثناء.

2 ـ قد تكون هذه الآيات إشارة إلى خاتمة العالم التي تعتبر مقدّمة للبعث ، وفي هذه الحالة ستأخذ عبارة «كلّ ذات حمل وتذهل كلّ مرضعة» مفهومها