3%

ومراقبة تحرّكات الشرك الرجعية ، والقضاء على المؤامرات وهي في وكرها ومهدها.

وكذلك يجب الالتفات إلى هذه الحقيقة ، وهي أنّ كثيرا من الثورات الحقيقيّة تعتمد في البداية ـ ولأسباب مختلفة ـ على فرد أو أفراد معينين ، بحيث أنّهم إذا فقدوا وغابوا عن الساحة سيعود الخطر ويهدّد الثورة من جديد ، ولذلك يجب السعي من أجل خلق الموازين الثقافية الثورية في عمق المجتمع بأسرع ما يمكن ، وكذلك تربية الناس بشكل لا تهزّهم العواصف المضادّة للثورة ، بل يقفون كالجبل الأصمّ أمام كلّ حركة رجعيّة متخلّفة.

وبتعبير آخر ، فإنّ واحدة من وظائف القادة المخلصين أن ينقلوا الموازين والمعايير منهم إلى المجتمع ، ولا شكّ أنّ هذا الأمر المهمّ يحتاج إلى مضي زمان ، إلّا أنّه يجب السعي لاختصار هذا الزمن إلى أقلّ ما يمكن.

أمّا من كان السامري؟ وكيف كانت عاقبة أمره؟ فسنتحدّث عنه في الآيات المقبلة إن شاء الله تعالى.

3 ـ مراحل القيادة

لا شكّ أنّ هارونعليه‌السلام لم يأل جهدا في أداء رسالته عند غياب موسىعليه‌السلام ، إلّا أنّ جهل الناس من جهة ، وترسبّات مرحلة العبودية والرقّ وعبادة الأصنام من جهة أخرى ، قد أفشلت جهوده ، فهو قد نفّذ واجبه ـ حسب الآيات محل البحث ـ على أربع مراحل:

الأولى : إنّه نبّه هؤلاء وأعلمهم أنّ هذا العمل يشكّل تيار انحرافي ، وهو موضع اختبار خطير للجميع لتصحو العقول الغافلة ، وليعي الناس ويفكّروا لئلّا يغلبوا على أمرهم ، إذ قال لهم :( يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ ) .

الثّانية : إنّه ذكرهم بنعم الله المختلفة عليهم منذ بدء ثورة موسىعليه‌السلام إلى زمان