10%

آنفة الذكر عن العجلة حتّى ولو كان المراد أو الهدف من هذا الفعل صحيحا ، وأساسا لا تخلو الأعمال التي تنجز باستعجال من العيب والنقص غالبا. ومن المسلّم به أنّ فعل النّبي لمّا كان عليه من مقام العصمة ـ كان مصونا من الخطأ ، إلّا أنّه ينبغي عليه أن يكون في كلّ شيء مثلا وقدوة للناس ، ليفهم الناس أنّه إذا كان الاستعجال في تلقّي الوحي غير محبّذ ، فلا ينبغي الاستعجال في الأمور الأخرى من باب أولى أيضا.

ولا ينبغي أن نخلط بين السرعة والعجلة طبعا ـ فالسرعة تعني أنّ الخطّة قد نظمت بدقّة كاملة ، وحسبت جميع مسائلها ، ثمّ تجري بنودها بدون فوات وقت.

أمّا العجلة فتعني أنّ الخطّة لم تنضج تماما بعد ، وتحتاج إلى تحقيق وتدقيق ، وعلى هذا فإنّ السرعة مطلوبة ، والعجلة أمر غير مطلوب.

وقد ذكرت احتمالات أخرى في تفسير هذه الجملة ، ومنها أنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان لا يطيق تأخّر الوحي ، فعلّمته الآية أن يتمهّل فإنّ الله ينزل عليه وحيه عند الاقتضاء والحاجة إليه.

وقال بعض المفسّرين : إنّ آيات القرآن نزلت على قلب النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ليلة القدر دفعة واحدة ، ونزلت مرّة أخرى بصورة تدريجيّة على مدى (23) سنة ، ولذلك فإنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يسبق جبرئيل عند النّزول التدريجي للآيات ، فأمره القرآن أن لا تعجل في هذا الأمر ، ودع الآيات تنزل نزولا تدريجيّا كلّ في موقعها وزمانها.

إلّا أنّ التّفسير الأوّل يبدو أقرب للصواب.

2 ـ أطلب المزيد من العلم

لمّا كان النهي عن العجلة عند تلقّي الوحي موهما النهي عن الاستزادة في طلب العلم ، فقد عقّبت الآية بعد ذلك بالقول مباشرة :( وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً ) لتقف